الطريقة



عليكم بالغفلة عن شرّ الناس وأمور أخرى


وعليكم بالغفلة عن شرّ الناس وعدم المبالاة بما يجري منهم من شرور ، وعليكم بالصفح والتجاوز عنهم ، فإنّ مناقشة الناس عمّا يبدو منهم وعدم العفو عنهم يوجب للعبد عند الله البوار في الدنيا والآخرة . وكلّما دنوت بمقابلة شرّ بمثله تزايدت الشرور وتنكسر بالعبد قوائمه في جميع الأمور ، فلا مقابلة للشرّ إلاّ الغفلة والعفو والمسامحة .

وعليكم بعدم الاعتراض على الناس فيما أقامهم الله فيه ممّا ليس بمحمود شرعا ولا طبعا ، فإنّ أمورهم تجري على المشيئة الإلهيّة ، فَهُمْ مقبوضون في قبضة الله لا محيد لهم عن حكمه ، وجميع أمورهم تصدر عن قضائه وقدره ، إلاّ ما أوجب الشرع القيام به عليهم أمرا وزجرا بحسب العوارض والنائبات في بعض الأزمان لا كلّ الأزمان ، وقفوا عند قوله صلّى الله عليه وسلّم: « مُرُوا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتّى إذا رأيت شحّا مطاعا وهوى متّبعا وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك » ، وقوله صلّى الله عليه وسلّم : « مِن حُسْنِ إسلام المرء ترْكُه ما لا يعنيه » . وعليكم بمناصحة إخوانكم في الطريقة برفق ولين وسياسة من غير ضغينة ولا حقد . 


وسلّموا للعامّة وولاّة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرّض لمنافرة أو تبغيض أو تنكير فإنّ الله هو الذي أقام خلقه في ما أراد ولا قدرة لأحد أن يخرج الخلق عمّا أقامهم الله فيه ، واتركوا التعرّض للرياسة وأسبابها فإنّها كعبة تطوف بها جميع الشرور ، وهي مقرّ الهلاك في الدنيا والآخرة .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------

قال رضي الله عنه : أبشروا ، أنّ كلّ مَن كان في محبّتنا إلى أنْ مات عليها يُبعث من الآمنين على أيّ حالة كان ما لم يلبس حلّة الأمان من مكر الله ، وكذلك كلّ مَن أخذ وردنا يبعث من الآمنين ويدخل الجنّة بغير حساب ولا عقاب هو ووالداه وأزواجه وذرّيته المنفصلة عنه لا الحفدة بشرط الاعتقاد وعدم نكث المحبّة وعدم الأمن من مكر الله كما قدّمنا ، ويكون في جوار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أعلا علّيّين ، ويكون من الآمنين من موته إلى دخول الجنّة ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . إنتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه . 


إرسال تعليق

0 تعليقات