الطريقة



فضل حزب البحر



وأما حزب البحر فهو من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيخ الطريقة والحقيقة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه ثم أخذه شيخنا وسيدنا أحمد بن محمد التجاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل إن فيه اسم الله الأعظم وفيه خاصية التحصين في البر والبحر مع الإذن الصحيح من أربابه وفيه كيفيات في قراءته وفي تحصينه ومن أرادها فليطلبها من أربابها ويأت البيوت من أبوابها أهـ ما في جواهر المعاني .

قلت : فها أنا أذكر لك بعض فضائله وخواصه :
أولها :
 أن معظمه مأخوذ من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تضمن نحو من ستة وثلاثين آية من كتاب الله تعالى ومن الأذكار المأثورة ست أحاديث ونحوا من أربعين اسما من أسماء الله تعالى وقال بعض أكابر الأولياء أن فيه اسم الله الأعظم في ثلاث مواضع .
 وثانيها :
انتشاره وشهرته في الأقطار حتى لقد اتهم وأمجد وغار وطار في الآفاق كل مطار وشاع في البدو والحضر وسار في الناس مسير الشمس مشرقا ومغربا والقمر وشاما وحجازا ومصرا وكم ترى من بلدة هو يقرأ في مساجدها ونواحيها وكم من قرية هو مشهور فيها ، وقد حفظه الكثير من الصالحين والأولياء والصديقين يكررونه في الحاجات عند الضرورات في المساء والبكرات ويستعيذون به عند المخلوقات قد حفظه الأكابر والعلماء واعتنى به الأحبار والصلحاء وقد صار تمام على الصدور وجعل حرزا على النحور وعلى الدواب والحيوان ومسطورا في البيوت والجدران وشاع في الناس وذاع وملئت به الأفواه والأسماع والأماكن والبقاع

والوجه الثالث : تجربته في الحالات وعند الضرورات وهذا باب واسع فكثير من الناس وجدوا له بركة وحالة صادقة وأمورا ظاهرة ، وحكايات تجربته كثيرة منتشرة يضيق الوقت عن ذكرها . قال بعضهم : وقد اتفق لي منه أمور في بعض الحالات ولا سيما في الحروب يطول ذكره .

وأما بعض خواصه فقد جاء عن الشيخ أنه قال : لو قرئ حزب البحر ببغداد لما أخذت . وهو العدة الوافية والجنة الواقية التي فيها تفريج الكروب بلطائف الغيوب ، وما قرئ في مكان إلا سلم من الآفات وحفظ من حوادث العاهات وفي ذكره لأهل البدايات أسرار شافية ولأهل النهايات أنوار صافية

ومن ذكره كل يوم عند طلوع الشمس أجاب الله دعوته وفرج كربته ورفع بين الناس قدره وشرح بالتوحيد صدره وسهل أمره ويسر عسره وكفاه شر الإنس والجن وأمنه من شر طوارق الليل والنهار فلا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه ، وإذا قرأه عند جبار أمن من شره ، ومن قرأه عقب كل صلاة أغناه الله تعالى عن خلقه وأمنه من حوادث دهره ويسر عليه أسباب السعادة في حركاته وسكناته ،

ومن أراد أن يبلغ مراده فليقرأ عقب كل صلاة الصبح سورة يس عشر مرات ثم يقرأ هذا الدعاء سبعين مرة فإن الله تعالى يبلغه مراده بإذنه ، ومن ذكره في الساعة الأولى من يوم الجمعة ألقى الله محبته في القلوب .

قال بعض العلماء : من كتبه على شيء كان محفوظا بحول الله تعالى وقوته ومن استدام قراءته لا يموت غريقا ولا حريقا ولا بريقا ولا شريقا ، وإذا احتبس الريح عن أهل السفينة وذكروه جاءت الريح الطيبة بإذن الله تعالى ، ومن كتبه على سور مدينة أو حائط دار مديرا عليها حرس الله تعالى تلك المدينة من شر طوارق الحدثان والآفات وله منفعة جليلة في الحروب وهو دعاء النصر والغلبة على سائر الخصوم .

 قال الشيخ أحمد زروق : وأما التصرف بهذا الحزب فهو بحسب النية والهمة يتصرف به في الجلب والدفع ]وينوي المراد عند قوله : وسخر لنا هذا البحر[ كما قال ابن عباد رحمه الله تعالى فيما رأيته بخطه وهو صحيح . ولولا خوف التطويل وإفشاء ما ينبغي كتمه لذكرت هنا العجائب والغرائب وفيما ذكرناه كفاية .


إرسال تعليق

0 تعليقات