الطريقة



ولادته و نسبه رضي الله عنه ومقام الختمية



 ولادته و نسبه  رضي الله عنه :

§         ولد رضي الله عنه سنة (1150 هجري) الموافق (1737 ميلادي) بقرية عين ماضي على تخوم الصحراء الجزائرية  وهي بلده و مقر أسلافه وكانت هذه البلدة على قدر كبير من الأهمية العلمية و الدينية باعتبارها مركزا للصلاح و الولاية و معروفة بعلمائها الراسخين في العلم الظاهر و الباطن من أسلاف سيدنا رضي الله عنه  

§         أما نسبه رضي الله عنه فهو شريف محقق ، أبو العباس سيدي أحمد بن الولي الشهير والعالم الكبير القدوة سيدي محمد بن المختار وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى (بن الحسن السبط بن علي بن أبى طالب كرم الله وجهه، من سيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها بنت سيد الوجود وقبلة الشهود سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم )

§         كان أبوه رضي الله عنه وهو الشيخ  العالم الورع الدال على الله بحاله و مقاله أبو عبد الله سيدي محمد ابن المختار كانت تأتيه الروحانية يطلبون منه قضاء حوائجه فكان يمتنع منهم و يقول :" أتركوني بيني وبين الله لا حاجة لي بالتعلق بسوى الله تعالى

§          و أمه رضي الله عنها هي السيدة الفاضلة الطيبة المطهرة ذات الأخلاق الكريمة و السيرة المستقيمة  السيدة عائشة بنت الولي ذو البركة  و الأنوار أبي عبد الله سيدي محمد ابن السنوسي، كانت معنية بأمر الدين لها حظ عظيم من البر و الإحسان شديدة الاعتناء بحقوق بعلها محافظة على الدين كثيرة الأذكار و الصلاة على النبي

§         و رابع الأجداد لسيدنا رضي الله عنه هو الولي المكين ذو الجذب الواضح و المحبة الصادقة و الخلق الكريم (سيدي محمد بن سالم التجاني) و لهذا ينتسبون للتجانية بالمصاهرة، وهو الذي وفد أولا لعين ماضي و توطن بها و تزوج منهم فكانوا أخوالا لسيدنا رضي الله عنه

§         وينتهي نسبه إلى سيدنا الإمام الحسن بن سيدنا على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء (رضي الله عنهما)

وفاته رضي الله عنه : و كانت وفاته رضي الله عنه يوم الخميس (السابع عشر من شوال 1230 هجري) الموافق 1815 ميلادي (وعمره ثمانون سنة) ودفن في فاس رضي الله عنه وأرضاه

                القطبانية العظمى و الكتمية و الختمية

         ولد رضي الله عنه سنة (1150 هجري) الموافق (1737 ميلادي)
      وفى 1196 هجرى : (وقع له الإذن) منه (صلى الله عليه وسلم) يقظة لا مناما بتربية الخلق على العموم والإطلاق ، وعيّن له الورد الذي يلقّنه (الاستغفار والصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم) ، وهذا كان هو أصل الورد في تلك المدّة

         (1200 هجري) ) كمّل له الورد صلّى الله عليه وسلّم بكلمة الإخلاص .
 فعند هذا تنزّل للخلق والإفادة ، وإظهار الطريقة والاستفادة ، وهذا بعد إخباره له وبعلوّ مقامه ، وارتفاع قدره ومكانه ، وأخبره عليه الصلاة والسلام بفضل هذا الورد وقَدْرِه وما أعدّ الله لمن أحبّه من أتباعه وحزبه

      حل  سيدنا رضي الله عنه (مقام القطبانية ، و غدا الغوث الجامع) في شهر المحرم 1214 للهجرة

       وفي (الثامن عشر من صفر) ممن نفس العام أي بعد شهر و ليال، ارتقى في درجات (مقام قطبانيته) الأكمل إلى أن حل مقامه العزيز المختار له في الأزل، وهو (مقام الكتمية) (الذي أخفى الله حقيقته عن جميع الخلق ما عدا سيد الوجود صلى الله عليه و سلم) ومعناه (أن لا يظهر أحد في ذلك المقام قبله ولا بعده بالظهور الذي ظهر به فيه من الكمال) (وهو المقام الأرفع الأخص الذي ليس فوقه من مقامات العارفين و الصديقين إلا مقام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين ليس فوقهم في الفضيلة إلا الأنبياء عليهم الصلاة و السلام)

ويقول سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه عن (حقيقة القطبانية):" القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق تبارك و تعالى مطلقا في جميع الوجود جملة و تفصيلا ..."

 (الإنسان الكامل) تخطّى جميع الدوائر ووصل من المعرفة بالله تعالى إلى حيث لا إحاطة بكُنه جلاله ولا حدّ ولا كيف ولا أين ولا رسم ولا دائرة ، فهو يجول في هذا البحر الذي لا حدّ له ، ولو أنّ جميع الموجودات أُمِدَّتْ من هذا البحر مثقال هَبَئَةٍ لتهدّم الوجود بأسره وصار محض العدم في أقلّ من طرفة عين لاحتراقه من هيبة الجلال ، فليس يُطيق القيام في هذه المرتبة وإعطاء جميع تجلّياتها حقّها إلاّ (الفرد الجامع) المُعَبَّر عنه بلسان العامّة ب(قطب الأقطاب) .


ولو جُمِعَت عبادة جميع العالمِينَ (ما عدا الملائكة والنبيّين والمرسلين والصحابة) وجُمِعَت تلك العبادة كلّها من منشأ العالم إلى النفخ في الصور ما عادلتْ من عبادات (قطب الأقطاب) في هذه المرتبة مقدار طرفة عين من عمره .

قال له (صلى الله عليه وسلم) :
1.      لا منة لمخلوق عليك من أشياخ الطريق فأنا واسطتك وممدك على التحقيق فاترك عنك جميع ما أخذت من جميع الطرق

2.      وقال له : الزم هذه الطريقة من غير خلوة ولا اعتزال عن الناس حتى تصل مقامك الذي وعدت به وأنت على ذلك من غير ضيق ولا حرج ولا كثرة مجاهدة واترك عنك جميع الأولياء

3.      فقراؤك فقرائي وتلاميذك تلاميذي وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم له رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به : كل من أذنته وأعطى لغيره فكأنما أخذ عنك مشافهة وأنا ضامن لهم وهذا ينبئ عن فضلهم على غيرهم

4.      وأخبره (صلى) بأن مقامه أعلى من جميع المقامات

5.      أن الله تعالى لما ختم بمقامه مقامات الأولياء ولم يجعل فوق مقامه إلا مقامات الأنبياء وجعله القطب المكتوب والبرزخ المختوم والخاتم المحمدي المعلوم ومركزا يتفجر منه لجميع الأغواث الفيوض والعلوم كما سيبين ذلك في المحشر تصديقا بالنبي المعصوم إذ نادى مناد يسمعه الممنوح والمحروم : يا أهل المحشر هذا إمامكم الذي يستمد منه الخصوص والعموم

     ويقول مولانا الشيخ رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به :

1-      أنا سيد الأولياء كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء
2-      يقول سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه مخبرا عن مقامه :
         " قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى "

     فأجابه صاحبه : " يا سيدي ما تقول في قول سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى ؟" فقال:" صدق رضي الله عنه يعني أهل عصره، و أما أنا فأقول قدماي هاتين على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور"

    فقال له : "يا سيدي فكيف تقول إذا قال أحد بعدك مثل ما قلت ؟ "
     فقال رضي الله عنه:" لا يقول أحد بعدي!"

3-      لا يشرب ولي ولا يسقى إلا من بحرنا من نشأة العالم إلى النفخ في الصور

4-      إن نسبة الأقطاب معي كنسبة العامة مع الأقطاب

5-      وقال رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به : إن لنا مرتبة تناهت في العلو عند الله تعالى إلى حد يحرم ذكره ليس هو ما أفشيته لكم ولو صرحت به لأجمع أهل الحق والعرفان على كفري فضلا عمن عداهم وليست هي التي ذكرت لكم بل هي من وراءها

6-       وقال رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به لأصحابه : أن فضل الله تعالى لا حد له وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وإن مقامنا عند الله تعالى في الآخرة لا يصله أحد من الأولياء ولا يقابله من كبر شأنه ولا من صغر وإن جميع الأولياء من عصر الصحابة إلى النفخ في الصور ليس فيهم من يصل إلى مقامنا ولا يقاربه لبعد مرامه عن جميع العقول وصعوبة مسلكه على أكابر الفحول ولم أقل لكم ذلك حتى سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا وإن مراتب أهلها بالنسبة إلى مراتب أهل سائر الطرق كذلك حتى أن ذلك انتهى إلى حد يحرم ذكره وإفشاؤه

7-      لو اطلع أكابر الأقطاب على ما أعد الله تعالى لأهل هذه الطريقة لبكوا وقالوا : يا ربنا ما أعطيتنا شيئا .

8-      روحه صلى الله عليه وسلم وروحي هكذا، روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء عليهم السلام وروحي تمد الأقطاب والعارفين والأولياء من الأزل إلى الأبد

9-      وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي ووراء ذلك ما ذكر لي فيهم وضمنه لهم صلى الله عليه وسلم أمر لا يحل لي ذكره ولا يرى

10-  إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تتلقاه ذاتي ومني يتفرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور .

11-  كل الطرق تدخل في طريقة الشاذلي رضي الله تعالى عنه إلا طريقتنا هذه المحمدية الإبراهيمية الحنيفية فإنها مستقلة بنفسها فلا ينبغي لنا إلا الانفراد بها لأنه أعطاها لنا منه إلينا صلى الله تعالى عليه وسلم وقال : لا يصل لك شيء إلا على يديّ وهو الذي ربانا وأوصلنا حتى بلغنا المنى وشكرا لله تعالى

12-  أن من ترك وردا من أوراد المشايخ لأجل الدخول في هذه الطريقة المحمدية أمنه الله تعالى في الدنيا والآخرة ولا يخاف من شيء لا من الله تعالى ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم ولا من شيخه أيا كان من الأحياء أو من الأموات

13-  أن الإمام المهدي رضي الله تعالى عنه إذا قام آخر الزمان يأخذ طريقته ويدخل زمرته

14-  لأهل هذه الطريقة من الله تعالى لطفا خاصا بهم) بعد لطفه العام لهم ولغيرهم .

15-  إن أصحابنا لا يدخلون حضرة المحشر مع الناس ولا يذوقون مشقة ولا يرون محنة من تغميض أعينهم إلى الاستقرار في عليين

16-  إن أصحابي لا يحضرون أهوال الموقف ولا يرون صواعقه وزلازله بل يكونون مع الآمنين عند باب الجنة حتى يدخلوا مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزمرة الأولى مع أصحابه ويكون مستقرهم في جواره صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين مجاورين أصحابه صلى الله عليه وسلم. وهو المقام الأرفع الأخص الذي ليس فوقه من مقامات العارفين و الصديقين إلا مقام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين ليس فوقهم في الفضيلة إلا الأنبياء عليهم الصلاة و السلام

منثورات:

     يقول (المرسي) رضي الله عنه :" إنّ لله عبادا يُظْهِرُهُم في البداية ويسترهم في النهاية ، وإنّ لله عبادا يسترهم في البداية ويُظهِرهم في النهاية ، وإنّ لله عبادا يسترهم عن العامّة ويظهرهم للخاصّة ، وإنّ لله عبادا ضَنَّ بهم عن الخاصّة والعامّة فلا يُظهِر حقيقة ما بينهم وبينه حتى للحفظة فمن سواهم حتّى يَتَوَفّى أرواحهم بيده ، فَهُمْ شهداء الملكوت الأعلى وَهُمْ أهل الصفّ الأيمن من العرش " . فهؤلاء خاصّة الخاصّة ، جعلنا الله منهم جميعا بمَنِّه وكرمه . إنتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه .

                 وإلى هذا الإشارةُ بِمَا ذَكَرَ (ذو النون المصري)ّ عن الشخص الذي لقيَهُ بمكّة قال :
    رأيت فتى يبكي بفناء الكعبة فقلت : ما الذي أبكاك ؟ فقال لي : أنا الغريب المطلوب ، فما لبث أن خرجتْ روحُه ، قال فتركتُه هناك في محلٍّ وذهبتُ أنظر في جهازه وكفَنِهِ لأُغَسِّلَه وأدفنَه ، فلمّا رجعتُ لم أجِدْ له أثراً ولا وقفتُ له على خَبَرٍ ، قال : ثمّ تأسّفتُ وقلتُ : يا ربّ مَن سبقني بثوابه، فقيل : لي هيهات قد طلبَه إبليس في الدنيا فلم يَرَهُ ، وطلباه منكر ونكير فلم يَرَيَاهُ ، وطلبه رضوان خازن الجنان فلم يره ، فقلتُ فأين هو ؟ فقيل لي : هو (في مقعد صِدْقٍ عند مليك مقتدر) . إنتهى من إملائه رضي الله عنه .

         ثمّ إنّ ذات (العارف) تبلغ أن تكون هي العاملة في الأشياء بلا دعاء ولا ذكر ، تبلغ حتّى أنّه لو اجتمع عليه ألف رجل يقتلونه في محلّ ليس فيه غيره ، حيث تعجز إغاثته ، ثمّ نطق في ضميره أن يعجزوا ، أو تحرّك ضميره لعجزهم ،عجزوا عنه في الحين ، إنْ شاء تفريق شملهم وقع القتال بينهم في الحين وعجزوا عنه وتعطّلت الحركة منهم فلم يقدروا دون أن يستعيذوا بالله تعالى لأنّه يفعل الأشياء بالله .

       ولو تحرّك عليه العطش الشديد المهلك ، وكان في بريّة قفرا ، وشاء بضميره أن ينزل عليه المطر في الحين ، نزل بلا دعاء ، ولو شاء أن يفجر الماء في ألأرض تفجّر في حينه أسرع من طرفة عين ، لكن إذا وقع للرجال هذا لم يتركوه ، دائما إذا شرب أو توضّأ أو قضى حاجته طمسه في الحين .. والحاصل ، أيّ شيء أراده في ضميره وقع في الحين . 

إرسال تعليق

0 تعليقات