الطريقة



تواصوا بالصبر وتواصوا بالرحمة


وتواصوا بالصبر وتواصوا بالرحمة ، وإيّاكم ثمّ إيّاكم أن يهمل أحدكم حقوق إخوانه ممّا هو جلْب مودّة أو دفْع مضرّة أو إعانة على كربة ، فإنّ مَن ابتلي بتضييع حقوق الإخوان ابتلي بتضييع الحقوق الإلهيّة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . 

وصونوا قلوبكم إذا رأيتم أحدا فعَل حقّا يخالف هواكم أو هدَم باطلا يخالف هواكم أنْ تبغضوه أو تؤذوه فإنّ ذلك معدود من الشرك عند الله تعالى ، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم : « الشرك في أمّتي أخفى من دبيب النمل على الصفا وأقلّ ذلك أن تحبّ على باطل أو تبغض على حقّ » ، أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم ممّا معناه هذا . 

وكذا صونوا قلوبكم عمّن فعل باطلا أو هدم حقّا يطابق هواكم أنْ تحبّوه أو تثنوا عليه فإنّه أيضا معدود من الشرك عند الله تعالى ، فإنّ المؤمن يحبّ الحقّ ويحبّ أهله ويحبّ أن يُقام الحقّ ويُعمل به ، ويبغض الباطل ويبغض أهله ويبغض أن يُقام الباطل ويُعمل به ، والسلام . 

إستدراك : وما ذكرنا من مراعاة حقوق الإخوان فليكن ذلك في غير حرج ولا ثقل ولا كلفة ، بل بما تيسّر وأمكن في الوقت إلاّ أن يكون في بعض العوارض يخاف من أخيه العداوة والقطيعة أو فساد القلب فليسرع لإصلاح قلبه فإنّ ذلك يستجلب الرضا من الله تعالى . وأمّا ما ذكرنا من بُغْض أهل الباطل فليكن ذلك محلّه القلب فقط ، وإنْ خرج إلى جارحة من الجوارح أدّى إلى منكر أعظم منه فتَرْكُ إخراجه من القلب إلى الجوارح أوْلى ، والسلام . أهـ من إملائه رضي الله تعالى عنه . 







إرسال تعليق

0 تعليقات