وممّا كتب به إلى إخوانه
وأصحابه الفقراء الأغواط ، يتحدّث بما أنعم الله به عليه وتفضّل ، قال رضي الله
عنه : بعد البسملة والصلاة
والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، بحمد الله يَصِلُ الكتاب إلى يد
أحبابنا وأصفيائنا فلان وفلان وكافّة الفقراء الذين معه بالأغواط ، كلّ واحد باسمه
وعينه ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، مِنْ كاتبه إليكم العبد الفقير إلى
الله أحمد بن محمّد التجاني ، وبعد ، نسأل الله عزّ وجلّ أن يتولاّكم بعنايته ،
وأنْ يفيض عليكم بحور فضله وولايته ، وأن يكفيكم هَمَّ الدنيا والآخرة ، وأن
ينجيكم من فقر الدنيا و عذاب الآخرة ، يليه إعلامكم أنّ فضْل الله لا حدّ له ،
وأنّ الفضل بيد الله يؤتيه من شاء ،
وأقول لكم إنّ (مقامنا عند
الله في الآخرة لا يَصِلُهُ أحدٌ من الأولياء ولا يقاربه) ، لا مَن صغر ولا من كبر ، وأنّ جميع الأولياء من عصر الصحابة إلى النفخ في الصور ليس فيهم مَن يَصِلُ مقامنا ولا يقاربه
لِبُعْدِ مرامه عن جميع العقول ، وصعوبة مسلكه على أكابر الفحول . ولم أقُلْ لكم
ذلك حتّى سمعتُه منه صلّى الله عليه وسلّم تحقيقا . وليس لأحدٍ من الرجال أنْ
يُدخِل كافة أصحابَه الجَنَّةَ بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا
وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي . ووراء ذلك ممّا ذكر لي فيهم وضمنه
صلّى الله عليه وسلّم لهم أمر لا يَحِلّ لي ذِكْرُهُ ولا يُرى ولا يُعرف إلاّ في
الآخرة .
ومع هذا كلّه فلسنا نستهزئ
بِحُرْمَةِ سادتنا الأولياء ولا نتهاون بتعظيمهم ، فعظّموا حُرمة الأولياء الأحياء
منهم والأموات ، فإنّ مَنْ عظّم حرمتهم عظّم الله حُرمته ، ومَنْ أهانهم أذلّه
الله وغضب عليه ، فلا تستهينوا بِحُرمَة الأولياء ، والسلام . وانتهى .
0 تعليقات